‪Google+‬‏

الحب والتسامح



العالم صار قرية واحدة وبالتاوصل بين الشعوب يجب أن يسود الحب والتسامح

بين جميع الأديان لا جشع لا كراهية ولا أنانية ونداء من القلب ليكون ذلك بيننا



ولكن النظام الأسدي لم يفهم ذلك يقتل الشعب كل يوم بدون رحمة إلى الله المشتكى



الجمعة، 12 مارس 2010

تقاليد الخطبة والزواج في سوريا



تقاليد الخِطبة والزواج في سوريا وأثرها في تماسك الأسرة
سوريا جزء من العالم العربي، والعالم الإسلامي، فيها تقاليد راسخة في كل مناحي الحياة، وهذه التقاليد هي نتاج تفاعل المجتمع مع التشريع الإسلامي والتزامه به،
ولذلك فإن التقاليد فيها في الزواج وغيره لا تختلف كثيراً عن التقاليد في أي من البلدان العربية والإسلامية الأخرى، وربما كان هنالك بعض الاختلافات القليلة الموروثة من الحضارات السابقة على الإسلام، التي لا تتنافى مع أحكام التشريع الإسلامي، ولهذا فإن دراسة التقاليد السورية في الزواج لن تكون بعيدة كثيراً عن التقاليد في البلدان العربية والإسلامية الأخرى، إن لم تكن هي نفسها في كثير من الأحيان فالعادات والتقاليد في المجتمع السوري تكون كما يلي:
الخطبة:
الفرحة: معروف أن الخطبة أول مراحل الزواج فكيف تتم الخطبة في سورية؟
الخطبة مقدمة الزواج، وهي أمر معروف في كل أنحاء الأرض، وفي مختلف التشريعات والأنظمة العالمية، إلا أن لها تقاليد وأساليب تختلف من أمة إلى أخرى، بحسب تقدمها الحضاري، والتزاماته العقدية والدينية، والخطبة في سوريا كغيرها من البلدان العربية والإسلامية، كانت في السابق تتم عن طريق قيام أهل الشاب- إذا ما قارب سن الزواج وهو سن الثامنة عشرة في السابق، والآن امتد إلى الخامسة والعشرين أو أكثر من ذلك أحياناً لأسباب مختلفة – أمه وأخواته وخالاته وعماته بالتفتيش له عن الزوجة المناسبة من بين أقاربهن وجيرانهن وممن يعرفنه من الأصحاب، فإن لم يجدن فممن يشير به الأقارب أو يدلون عليه، سواء طلب هو ذلك أو لم يطلب، وسواء أعرب عن رغبته في ذلك أو لم يعرب عن رغبته فيه- وهو الغالب- خجلاً واستحياء فيزرن من ذكر من البيوت، وينظرن إلى الفتيات من حيث السن والجمال والثقافة وما إلى ذلك من المواصفات، ويخترن من يرونها مناسبة له، ويصفنها له.
فإذا تم الاتفاق عليها ذهب أهل الشاب من الرجال- أبوه وإخوته وأعمامه- إلى أهل الفتاة المختارة لطلبها منهم لابنهم، ويعطونهم مهلة كافية لسؤالهم عن الشاب وأسرته، ثم يعاودون الاتصال بهم بعد مضي المدة المحددة، فإذا وجدوا منهم موافقة على طلبهم تواعدوا جميعاً على الاجتماع في بيت أهل الفتاة لإتمام مراسم الخطوبة، ويحضر في هذا الاجتماع غالباً أكابر أهل كل من الخاطب والمخطوبة من الرجال، ويسمون هذه الجلسة باللغة المحلية ( جلسة التعارف، أو جلسة فصل الحق) ويريدون به (تحديد المهر)، وفي هذه الجلسة يتفق الطرفان على تكاليف الزواج، من المهر والهدايا وما إلى ذلك من النفقات التي يتوجب على الزوج تحملها، كما يتم الاتفاق على تحديد تاريخ عقد الزواج، وتاريخ الزفاف (العرس)، ويستمر الأمر كذلك، ويتبادل الطرفان الزيارات والولائم حتى يتم موعد العقد، ثم موعد الزفاف، حيث تزف الفتاة إلى عريسها.
الفرحة: هل هناك آثار إيجابية أو سلبية للعادات والتقاليد في سوريا؟
لابد للباحث من أن يلحظ بعض الأمور الإيجابية المستحسنة، وبعض الأمور السلبية غير المستحسنة، في ما تقدم من موجز التقاليد، وأهم ذلك فيما يلي: فمن الأمور الإيجابية المستحسنة:
1- تحصين الشاب والشابة من أول عهدها بالشباب بالزواج، مما يقيهما الكثير من الشذوذ والانحراف، وبذلك يتحصن المجتمع كله، حيث يخطب للشاب في الثامنة عشرة من عمره، وربما قبل ذلك في بعض من الأحيان، هذا في السابق، وهو قليل الآن، حيث تأخر سن الزواج للشاب، فلا يخطب له الآن قبل الثانية والعشرين، وربما الخامسة والعشرين، وقد تتأخر إلى الثلاثين، وذلك بسبب رفض الكثيرين الزواج قبل إنهاء الدراسة الجامعية، وفترة الجندية الإجبارية، وتأمين المسكن المناسب، وتكاليف الزواج، وما إلى ذلك.
2- تقديم المساعدة المالية والمعنوية للشاب من قبل أسرته- والده ووالدته وإخوته وأخواته وربما الأعمام والأخوال أيضاً- في السابق أغناه عن الانتظار طويلا قبل التمكن من الزواج، وبالتالي عدم إضاعة معظم أيام الشباب في هذا الانتظار.
والتعرض لكثير من المغريات والمنزلقات الخطيرة، كما هو حال كثير من شبابنا وشاباتنا اليوم، بالإضافة إلى ما فيه من تقوية الروابط الأسرية نتيجة هذا التضامن، إلا أن الأمر تغير اليوم في أكثر الأسر، فلا يساعد أحد أحداً في أمر زواجه إلا بقليل من الهدايا أو بعض النقود القليلة، مما يضطر الشاب للاعتماد على نفسه في تأمين المهر والمسكن والهدايا وغير ذلك، وهو ما يتسبب في تأخير الزواج إلى سن متأخرة من الشباب، كما تقدمت الإشارة إليه.
3- تقليل حالات العنوسة في الشباب والشابات، وذلك بسبب التبكير في الزواج، مع تقديم كافة المساعدات المالية وغيرها من قبل الأسرة للشباب في أمر زواجهم، وهو معلم حضاري. بل ضرورة حضارية، يعاني من البعد عنها الكثير من مجتمعاتنا اليوم، ونأسف لضعف هذا المعنى اليوم.
وبالمقابل هذه بعض الآثار السلبية لبعض العادات المنتشرة في سوريا:
- أغرق بعض الناس في التبكير في الزواج، حتى زوجوا الشاب في الخامسة عشرة من عمره، والفتاة في التاسعة من عمرها في بعض الأحيان، وهو أمر له محاظيره الكثيرة، من حيث حسن توافق الزوجين مع بعضهما، وحسن تربية النشء. وهذا في السابق وهذا اليوم نادر، بل مفقود جداً.
- قيام أهل الشاب بالخطبة له قد يكون على غير رغبته، فقد يزوجونه بالفتاة التي لا يرغب فيها، وكل ما يبرر ذلك في نظرهم أنها تناسبه في رأيهم، وهذا كثيراً ما يعود بأثر سيء على التوافق بين الزوجين في المستقبل، وقد قل هذا اليوم، بل انعدم نهائياً.
- كثير من أهل الفتيات يمنعون أن يرى الشاب خطيبته مطلقاً قبل يوم العقد، وربما قبل يوم الزفاف أحياناً، وربما لا تعرف الخطيبة ولا أهلها الخاطب نفسه قبل يوم العقد أو الزفاف أحياناً أيضاً، مكتفين بأنه ابن العائلة الفلانية، وأنهم يعرفون أباه أو جده أو أخاه الكبير... وهذا يعود في كثير من الأحيان على التوافق بين الزوجين بعواقب سيئة، وهو الآن غير موجود أصلاً.
إلا أن الكثير من هذه التقاليد في الخطبة في سورية- كما تقدمت الإشارة إليه- قد تقلص كثيراً، وربما اختفى أحياناً، وهو معلم إيجابي ف جملته، ولكنه سلبي أحياناً حيث ظهر بدله تقاليد أسوء منه في بعض الأحيان، فأصبح الشاب يخطب بنفسه لنفسه دون علم أسرته أو موافقتها مطلقاً أحياناً، كما أصبح ينظر إلى خطيبته بغير حجاب في بعض الأحيان، وربما يجالسها ويختلي بها ويرافقها في نزهة أو غير ذلك، بعيداً عن نظر الأهل، وهذا أمر لا يقره عرف سوي ولا دين صحيح، ولا يعود على الحياة الأسرية إلا بعود سيء.
لكن بعض التقاليد الجيدة ظهرت أيضاً، ومنها إعطاء فرصة كبيرة للشاب والشابة في أن يقولا رأيهما في بعضهما بكل حرية، بعد أن ينظر كل منهما للآخر بالحجاب الكامل، وبين الأهل والأقارب، ويحدث كل منهما الآخر في حدود الأدب واللياقة.
ويتعرفا على بعضهما من خلال ذلك، ليعرفا مدى التوافق بينهما في الشكل والمعنى، وهو حكم إسلامي، فقد ورد في السنة أن أحد الصحابة خطب فتاة وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: (أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ له.












ليست هناك تعليقات: