‪Google+‬‏

الحب والتسامح



العالم صار قرية واحدة وبالتاوصل بين الشعوب يجب أن يسود الحب والتسامح

بين جميع الأديان لا جشع لا كراهية ولا أنانية ونداء من القلب ليكون ذلك بيننا



ولكن النظام الأسدي لم يفهم ذلك يقتل الشعب كل يوم بدون رحمة إلى الله المشتكى



السبت، 27 مارس 2010

التربية الجنسية للأطفال.. مازالت حبيسة العيب، والحرام في مجتمعاتنا

التربية الجنسية للأطفال.. مازالت حبيسة العيب، والحرام في مجتمعاتنا
نتيجة الحياء من الأمور الجنسية، أو التخبّط ضمن
 أطر العادات والتقاليد،
يمتنع بعض الأهالي من الإفصاح لأبنائهم
 عن تفاصيل الأمور الجنسية،
وقد يتهربون من أسئلتهم بإجابات خاطئة،
تشوه مفهوم الجنس لدى الطفل
عند الكثير، ما يقوده في بعض الأحيان إلى الشذوذ الجنسي، أو الفهم الناقص
والمشوه للجنس بحسب ما أفاد به مختصون.
وفي ظل غياب مناهج تربوية جنسية في المدارس، اتجه الأهالي إلى
 أن البيت هو نقطة البداية لتعليم الثقافة الجنسية، بغض النظر عن الطريقة
التي يتبعها الأهالي في تربية أبنائهم جنسياً. يقول كثير من الأباء
 إنه لم يتعرضوا أثناء تربيتهم لأطفالهم إلى أية مواقف حساسة
أو أسئلة محرجة عن الجنس، فتقاليدنا الشرقية التي تضع هالة حول رب الأسرة
تمنع الأطفال من التطرق لهذه المواضيع مع أهلهم.
إن ما يهم من هذه الناحية هو تربية الأطفال تربية صحيحة من جميع النواحي،
 ولا ضرورة إلى التطرق للمواضيع الجنسية، فإذا كانت التربية صحيحة
 وسليمة سيتعلم الأولاد الأمور الصحيحة من دون شذوذ بغض النظر
 عن الجهة أو الطريقة التي حصلوا بها على المعلومات لأن أساس التربية متين.
إن مهمة الأم هي الأكبر في هذه الأمور لأن الأم دائما أقرب إلى الأولاد
 وتتحمل مسؤولية توجيههم وخاصة الفتيات، ويجب تعليمهم كيفية الحفاظ
على أنفسهن وأنهن يحملن شرف العائلة.
إن التعامل مع الشباب أو الذكور الأطفال أسهل بكثير من الفتيات، ففي
 مرحلة بلوغهم يتعامل الأب معهم كأصدقائه، ويمكن أن يوصل إليهم
كل المعلومات الجنسية بسياق أحاديثه، ودون دفعهم للسؤال.
أما عن مرحلة الطفولة وأسئلتها الفضولية، إن هذه الأسئلة تشكل رهبة
 لدى بعض الآباء مع أنها طبيعية، لكن تقيد بعض الأهالي بالعادات البالية،
 وفهمهم الخاطئ للدين يمنعهم عن الإجابة، ما يؤدي إلى مشاكل كثيرة
في شخصية الطفل، أولها الشذوذ نتيجة الكبت.
والأم العاقلة تهتم بتوعية بناتها عن أهمية المحافظة على أنفسهن ووجود
مناطق في الجسم يجب حمايتها والعناية بها والسبب هو وجود حاجز بين الأهل والأولاد في هذه الأمور..
وأنه يجب أن يكون الحديث عن الجنس مع الفتيات في سن البلوغ،
لأن الفتاة تكون أنضج وتستطيع استيعاب هذه المواضيع، مع التوضيح
أنه لا حياء في العلم، وأن الجسم يتألف من عدة أعضاء يجب معرفتها وفهم وظائفها.
المناهج المدرسية، تقتصر جنسياً على مواد العلوم والديانة، والفرع الأدبي تقريباً مغيب
وللوقوف على الموضوع من ناحية تربوية إن المواضيع الجنسية
لا يتم التطرق لها في مناهجنا التعليمية باستثناء كتب الدين والعلوم،
وتوضيح النواحي الجنسية تبدأ دينيا في المرحلة المتوسطة ويتحول
 في المرحلة الثانوية إلى دراسة الجسم البشري بكل أقسامه،
ويبقى ذلك غائباً عن طلاب الفرع الأدبي.إن هناك أهمية لكسر
حاجز الخجل عند الطلاب وتشجيعهم على الاستفسار عن كل
ما هو بحاجة لتوضيح، ويعود سبب الخجل لديهم إلى وجود المدرس
 في الصف وجو الاحترام المفروض تجاهه، كون المجتمع الشرقي ينظر
 لهذه الأمور على أنها مخجلة، مع أن الطلاب يفقدون هذا الخجل بمجرد
خروجهم من باب المدرسة.إن المنزل هو حجر الأساس في تربية الطفل
من جميع النواحي ومنها الجنسية حيث أن الخصوصية التي تمنح للفتى
 مع والديه غير موجودة في المدرسة نتيجة تواجد الطالب بين عدد كبير
 من زملائه الذين يستمعون إليه في حال طرحه لسؤال جنسي خاص.
يستطيع الوالدين استغلال العلاقة الخاصة مع أبنائهم، وتوجيههم نحو
حقيقة العلاقة الجنسية وما يرتبط بها من أمور وهذا يبدأ بالابتعاد عن
طريقة ترهيب الطفل ومنعه من السؤال لأن النتيجة قد تكون الانحراف
في السلوك أو تشويه حقيقة العلاقة الجنسية في فكر الفتى ما ينعكس على
 سلوكه تجاه الفتيات.عادات وتقاليد مجتمعاتنا، تمنع الأهل من مصارحة
أطفالهم حول الأمور الجنسية
إن مجتمعاتنا المنغلقة والمنطوية على نفسها إثر العادات والتقاليد، تمنع
 الأهل من التكلم بوضوح في الأمور الجنسية، وبالمقابل إن التهرب
 من الإجابة على أسئلة الأطفال المحرجة، قد يدفع الأطفال إلى التوجه
 للوجهات الخاطئة، طلباً للمعرفة في هذه الأمور.وعن وجهات الأطفال
لطلب المعرفة الجنسية، غالباً ما يتوجه الطفل في حالة عدم الإجابة
على أسئلته التي تشكل في داخله إلحاحاً كبيراً، إلى الأطفال من سنه أو الأكبر بقليل،
 وأحيانا يتوجه الأطفال إلى أناس كبار قريبين منهم لكنهم غير موثوقين
 وخاصة في الشارع، ما يؤدي إلى تعلمهم أشياء مشوهة أو أخذ فكرة خاطئة
 عن الجنس، وقد يؤدي أحيانا إلى الشذوذ في الكبر.إنه يجب استغلال الفرصة
في حال قام الطفل بتوجيه أسئلة جنسية للأهل، والإجابة عليها بالشرح المبسط
دون تسمية المسميات وشرح الآلية كاملة، ومراعاة سنه الصغير وعدم فهمه
الكامل لهذه الأمور، وفي هذه الحالة سيكون الطفل متقبل لما يقال، وتشبع رغبته بالمعرفة.






ليس هناك من امرأة قبيحة

ليس هناك من امرأة قبيحة
سوف لن أقع في فخّ المبالغة إذا ما قلتُ
وبكلّ ثقةٍ أنه ليس هناك من إنسان
 قبيح في الحياة،
 فكلّ إنسان جميل، وكلّ إنسان يمتلك
موطناً من الجمال يتفرّد به ويميّزه عن بقيّة الناس.
وإذا ما قصرنا حديثنا عن الجمال في النساء فقط،
وكان حديثنا لا ينقصه العمق والتفاؤل سنصل
 أيضاً إلى نتيجة متفائلة تبشّرنا أنه ليس هناك
 من امرأة قبيحة في الحياة.
كثيراتٌ هنّ النساء اللواتي لا يثقن بجمالهن وبأنوثتهن، ينظرن إلى المرآة ويتحسّرن لو أنّ لون شعرهنّ كان كذا، ولو أنّ شكل عيونهنّ كان كذا، ولو أنّ جسدهنّ كان أنحف أو أسمن، ولو أنهنّ يشبهن فلانة، يشتدّ بهنّ القلق حتى يدفعهنّ إلى اللجوء إلى مصادر خارجيّة قد تزيد من جمالهن أو تغيّر شكلهن إلى الشكل الذي يرغبن به كمساحيق التجميل أو (الرّيجيم) أو عمليّات التجميل مثلا، لا ضيْر في ذلك ولا ضيْر من السّعي إلى الشكل الذي ترغبه هذه المرأة أو تلك طالما أنه يحققّ سعادتها، ولكن ما أودّ الحديث عنه هو العمق الأنثوي للمرأة، لأنّ الأنوثة في النهاية ليست مجرّد كعبٍ عال، ولا جسدٍ رشيق، ولا حمرة خدود أو أحمر شفاه، كما أنّ الأنوثة ليست مجرّد إثارة أو نعومة، فهذه في الحقيقة ما هي إلا مظاهر الأنوثة، هي الصّورة النمطيّة التي منحها الناس للأنثى والتي انطبعتْ في الذّهن وتوارثها الناس جيلا بعد جيل.
لستُ من أولئك الذين يؤمنون بالأنماط والنّماذج المتعالية على الحياة، وبالتالي لا أومن أنّ في الحياة "أنثى" إنما إناثٌ وكلّ أنثى هي عالمٌ بحدّ ذاته وتهبُ معنى للحياة مختلفاً عن معنى الأخرى، لذلك أرى أنّ لكلّ أنثى مفتاحٌ متفاوتٌ في صعوبة إيجاده، إذ قد يحتاج هذا المفتاح إلى وقتٍ أطول من ذاك، ولكن في النهاية لابدّ من إيجاده طالما أنّ هناك إدراك لوجوده وثقة في إمكانية الوصول إليه، ومن هنا تأتي ضرورة وعي الرجل بهذا المفتاح، فالرجل الذي لا يدرك مفتاح الأنثى التي يتعامل معها سوف لن تتاح له فرصة الدخول إلى أعماقها وسيظلّ غريباً يعيش وهم القرب، بل لا بدّ لنا أن نعرف أنّ الرجل لن يدخل قلب المرأة إنْ لم يكن "زوربا" في إدراكه لمفاتيح الأنثى ومعرفة قيمتها.
ولعلّ من الأجدى أنْ يفهم كلّ فردٍ منّا أنه يتركّب في داخله من أنثى وذكر فنبدأ بفهم الأنثى والذكر المتأصّليْن داخلنا بالفطرة وبالتالي نشرع في فهم الأنثى والذكر في الخارج (خارجنا)، هكذا فقط نستطيع التعامل مع الأنوثة والذكورة كعنصرين طبيعيّيْن بعيديْن عن كلّ إسقاطاتنا وتقييماتنا التي تقولب الأنوثة والذكورة وفق أحكامٍ مسبقة الصّنع، فالأنوثة والذكورة هما من طبيعة حياديّة تماماً وذات صيرورة لا متناهية تجاه كلّ أحكام وقيم الإنسان المُسْقطة عليهما.
تتسلّط هذه الأحكام المسبقة الصّنع على ذهنيّة الناس لتتحوّل إلى أعراف تعزّز أنماطاً ونماذج تأسر الحياة في داخلها، فعلى سبيل المثال نحن ومن خلال الأعراف التي توارثناها اعتدنا أن ننعَتَ المرأة ذات الملامح القاسية أو الجديّة في سلوكها بـ"المُسترجلة" وبالتالي نسلبها أنوثتها عنوة، في حين أنّ حكماً كهذا يكون شبيهاً بالجلد، جلد الأنوثة، فكثيرات هنّ النساء ذوات الطبع الجدّي أو اللواتي لا يعتنين بشكلهنّ الخارجي من خلال مساحيق التجميل أو غيرها، إلا أنهنّ لا يعانين من مشكلة في الأنوثة لديهن، فمثلا يكفي أن يعرف هذا الرجل أو ذاك مفتاح الوصول إليها كي يستطيع إيقاظ الأنوثة الغافية في داخلها، وكثيرات هنّ النساء اللواتي تبدو عليهن القسوة والتشدّد لكنّ الواحدة منهنّ ستكون رقيقة لدرجة الذوبان إذا ما أمسك رجل يدها بحب وإذا ما سمعت منه إطراءً يجعلها تشعر أنها أنثى مرغوبٌ فيها.
الأنثى ظاهرة سمعيّة تعشق اللغة الجميلة والكلام الجميل الذي يدخل أذنها ليتغلغل في أعماقها ويوقظ كلّ المشاعر اللامرئية النّائمة في كينونتها، في حين أنها تنفر جداً من الأصوات العالية، أو الكلام الجلِف الفج، وكلّما اشتدّ إحساس المرأة بأنوثتها كلّما كانت أشدّ رفضاً للغة التي لا تؤنّث المفردات التي تخاطبها بها، وإنما تخاطب كلا من الأنثى والذكر بمفردات ذكوريّة كما تفعل اللغة العربية التي تسيطر عليها الرّوح الذكوريّة المتسلطة. وكم هو ساذج ذلك الرجل الذي يعتقد أنّ كلامه الفاحش للمرأة سيجعلها تنجذب إليه، وليس بالأمر الصّعب أن نتجوّل في أيّ من الشوارع العربية كي نرى مشهداً يطارد فيه رجلا ما امرأة ويعاكسها بكلام بذيء يعتقد أنه سيصل من خلاله إلى قلبها، ففي حقيقة الأمر لن يدخل قلب المرأة إلا ذلك الذي احترم كينونتها كأنثى، وإذا ما امتلك رجلٌ ذكيّ، عارفٌ بخفايا الأنوثة وأسرارها، بل ومتصالحٌ أصلا مع الأنثى التي تقبع داخله غير رافضٍ لها ولا يشعر بالدّونيّة كون عنصر الأنوثة يدخل في تكوينه الطبيعي، هذا الرجل سيحظى بحبّ المرأة وستقدم له جسدها وروحها كهبة خالصة.
إنّ الكثيرات من النساء اللواتي لم يتزوجن يشعرن بنقصٍ في أنوثتهن، ولكن يكفي أن تفكّر المرأة بعمق أنوثتها حتى تدرك أنّ الأنوثة لا علاقة لها بالزواج، فإذا لم تصادف المرأة في حياتها رجلا تستطيع الزواج منه هذا لا يعني مطلقاً أنها ناقصة الأنوثة، إذ أنّ الزواج برمّته ما هو إلا عقدٌ أعدّه الإنسان كي ينظّم من خلاله الجنس، فليس في الطبيعة شيء اسمه زواج.

وقد تشعر المرأة التي لم تنجب أطفالا أنها أقلّ أنوثة من تلك التي أنجبَتْ، ولكن لا بدّ من الدّراية أنّ الأنوثة لا شأن لها بالأمومة التي عمل الناس على تقديسها، فالأنوثة هي ذلك الشعور الحي الذي لا يقبل أن يُحنّط، هو شعورٌ خصبٌ مليء بالحيويّة والتجدّد، فالأنوثة ليست مجرّد وظيفة هدفها الإنجاب، هي ذات، عمق، صيرورة طبيعية تأبى التّحديد.
وإذا ما عانتْ امرأة ما من إعاقة في جسدها فهذا لا ينفي عنها الأنوثة على الإطلاق، ذلك أنّ جسد المرأة ما هو إلا حاملٌ للأنوثة وليس الأنوثة بحدّ ذاتها، والمرأة جميلة في كلّ حالاتها إنْ كانت بيضاء أم شقراء أم سمراء، نحيفة أم سمينة، طويلة أم قصيرة، إذ يكفي حضورها الأنثوي في هذا العالم كي يغدو أجمل وألطف، فليس الجميلات فقط هنّ نجمات السّينما أو عارضات الأزياء أو المغنّيات....
قد تفقد المرأة ابنها ولا تنكسر، قد تضيّع كلّ أملاكها ولا تنكسر، قد تخسر وظيفة أو فرصة في الدراسة، لكنّ كلّ ذلك لا يعادل بالنسبة إليها خسارة أنوثتها، أو بالأحرى تحطيم أنوثتها أو كسرها أو حتى مجرّد خدْشِها، فآثار الكسر ستبقى موجودة مهما حاولت المرأة ترميم الكسر الذي تعرّضتْ له، لذلك فالمرأة قد تغفر أيّ شيء لمَنْ أذاها لكنّها لن تغفر له فيما إذا كان دمّر أو همّش أو حتى إذا كان مجرّد سببٍ غير مباشر في كسر أنوثتها، فحتى لو تعاملتْ معه بلطافة ظاهريّة إلا أنّ شريط ذاكرتها سينبّهها دائماً بتاريخ أذيّة أنوثتها، هكذا من السّذاجة بمكان الاعتقاد بأنّ كلماتٍ من قبيل( أنتِ قبيحة، لستِ بمُغرية، أنتِ مُسترجلة وليس لديك أنوثة) إلى آخره من التعذيب السّمعي، من السّذاجة الاعتقاد بأنّ هذا الكلام سيكون عابراً وسيمرّ مرور الكرام، لأن هذا ببساطة شديدة تعنيفٌ للأنوثة لا يقلّ قسوة عن التّعذيب الجسدي للمرأة.
وإذا ما قمنا في هذا الصّدد بعملية سبْر للطريقة التي يربّي من خلالها الأهل بناتهم في مجتمعاتنا العربية، سندرك مدى الجهل في التعامل مع الأنوثة وتهميشها، بل والحرص على تغييبها لصالح تحضير الفتاة لأن تكون أمّاً في المستقبل، إذ أنّ الأم رُبطتْ بالاحترام والتّبجيل أما الأنثى فرُبطتْ بالخلاعة والفسق، أهمِلتْ سقاية الأنوثة من خلال التربية فأضْحَتْ يابسة في الوقت الذي نحن بأمسّ الحاجة لأن تكون الأنوثة مياهاً تروي جفاف حياتنا.
فلتعلمي أيتها الأنثى الضّالة أنكِ جميلةٌ في كلّ حالاتكِ، ففي الطفولة أنتِ الشّقاوة المؤسِّسة لكلّ النّضج اللاحق، وفي المراهقة يتمحور حولكِ العالم، وفي الشباب أنتِ الباعثة لكلّ حركة فمن دونك لا شيء في هذا العالم إلا السّكون والتجانس الكئيب، وفي الشّيخوخة أنتِ الأمل المبرّر لاستمرار الحياة وجريانها الذي لا ينضب بحضورِكِ....






ليس هناك من امرأة قبيحة

ليس هناك من امرأة قبيحة
سوف لن أقع في فخّ المبالغة إذا ما قلتُ
وبكلّ ثقةٍ أنه ليس هناك من إنسان قبيح
في الحياة، فكلّ إنسان جميل، وكلّ إنسان
يمتلك موطناً من الجمال يتفرّد به ويميّزه عن بقيّة الناس.
وإذا ما قصرنا حديثنا عن الجمال في النساء فقط،
وكان حديثنا لا ينقصه العمق والتفاؤل سنصل
أيضاً إلى نتيجة متفائلة تبشّرنا أنه ليس هناك
من امرأة قبيحة في الحياة.
كثيراتٌ هنّ النساء اللواتي لا يثقن بجمالهن
وبأنوثتهن، ينظرن إلى المرآة ويتحسّرن لو أنّ
لون شعرهنّ كان كذا، ولو أنّ شكل عيونهنّ كان كذا،
 ولو أنّ جسدهنّ كان أنحف أو أسمن، ولو أنهنّ
يشبهن فلانة، يشتدّ بهنّ القلق حتى يدفعهنّ إلى
اللجوء إلى مصادر خارجيّة قد تزيد من جمالهن
أو تغيّر شكلهن إلى الشكل الذي يرغبن به
كمساحيق التجميل أو (الرّيجيم) أو عمليّات التجميل مثلا،
 لا ضيْر في ذلك ولا ضيْر من السّعي إلى الشكل
 الذي ترغبه هذه المرأة أو تلك طالما أنه يحققّ سعادتها،
 ولكن ما أودّ الحديث عنه هو العمق الأنثوي للمرأة،
لأنّ الأنوثة في النهاية ليست مجرّد كعبٍ عال،
 ولا جسدٍ رشيق، ولا حمرة خدود أو أحمر شفاه،
كما أنّ الأنوثة ليست مجرّد إثارة أو نعومة، فهذه
في الحقيقة ما هي إلا مظاهر الأنوثة، هي الصّورة
 النمطيّة التي منحها الناس للأنثى والتي انطبعتْ في
الذّهن وتوارثها الناس جيلا بعد جيل.
لستُ من أولئك الذين يؤمنون بالأنماط والنّماذج
المتعالية على الحياة، وبالتالي
لا أومن أنّ في الحياة "أنثى" إنما إناثٌ
وكلّ أنثى هي
عالمٌ بحدّ ذاته وتهبُ معنى للحياة مختلفاً عن معنى الأخرى،
 لذلك أرى أنّ لكلّ أنثى مفتاحٌ متفاوتٌ في صعوبة إيجاده،
 إذ قد يحتاج هذا المفتاح إلى وقتٍ أطول من ذاك،
ولكن في النهاية لابدّ من إيجاده طالما أنّ هناك
إدراك لوجوده وثقة في إمكانية الوصول إليه،
 ومن هنا تأتي ضرورة وعي الرجل بهذا المفتاح،
فالرجل الذي لا يدرك مفتاح الأنثى التي يتعامل
معها سوف لن تتاح له فرصة الدخول إلى أعماقها
 وسيظلّ غريباً يعيش وهم القرب، بل لا بدّ لنا
أن نعرف أنّ الرجل لن يدخل قلب المرأة إنْ لم يكن
 "زوربا" في إدراكه لمفاتيح الأنثى ومعرفة قيمتها.
ولعلّ من الأجدى أنْ يفهم كلّ فردٍ منّا أنه يتركّب
في داخله من أنثى وذكر فنبدأ بفهم الأنثى والذكر
المتأصّليْن داخلنا بالفطرة وبالتالي نشرع في فهم
الأنثى والذكر في الخارج (خارجنا)، هكذا فقط نستطيع
التعامل مع الأنوثة والذكورة كعنصرين طبيعيّيْن بعيديْن
 عن كلّ إسقاطاتنا وتقييماتنا التي تقولب الأنوثة
والذكورة وفق أحكامٍ مسبقة الصّنع، فالأنوثة
والذكورة هما من طبيعة حياديّة تماماً وذات صيرورة
لا متناهية تجاه كلّ أحكام وقيم الإنسان المُسْقطة عليهما.
تتسلّط هذه الأحكام المسبقة الصّنع على ذهنيّة الناس
 لتتحوّل إلى أعراف تعزّز أنماطاً ونماذج تأسر الحياة
 في داخلها، فعلى سبيل المثال نحن ومن خلال الأعراف
 التي توارثناها اعتدنا أن ننعَتَ المرأة ذات الملامح
القاسية أو الجديّة في سلوكها بـ"المُسترجلة" وبالتالي
 نسلبها أنوثتها عنوة، في حين أنّ حكماً كهذا يكون
شبيهاً بالجلد، جلد الأنوثة، فكثيرات هنّ النساء
ذوات الطبع الجدّي أو اللواتي لا يعتنين بشكلهنّ
 الخارجي من خلال مساحيق التجميل أو غيرها،
إلا أنهنّ لا يعانين من مشكلة في الأنوثة لديهن،
فمثلا يكفي أن يعرف هذا الرجل أو ذاك مفتاح
 الوصول إليها كي يستطيع إيقاظ الأنوثة الغافية
في داخلها، وكثيرات هنّ النساء اللواتي تبدو
عليهن القسوة والتشدّد لكنّ الواحدة منهنّ ستكون
 رقيقة لدرجة الذوبان إذا ما أمسك رجل يدها بحب
 وإذا ما سمعت منه إطراءً يجعلها تشعر أنها أنثى مرغوبٌ فيها.
الأنثى ظاهرة سمعيّة تعشق اللغة الجميلة والكلام
الجميل الذي يدخل أذنها ليتغلغل في أعماقها
ويوقظ كلّ المشاعر اللامرئية النّائمة في كينونتها،
في حين أنها تنفر جداً من الأصوات العالية،
 أو الكلام الجلِف الفج، وكلّما اشتدّ إحساس المرأة
 بأنوثتها كلّما كانت أشدّ رفضاً للغة التي لا تؤنّث
المفردات التي تخاطبها بها، وإنما تخاطب كلا من ا
لأنثى والذكر بمفردات ذكوريّة كما تفعل اللغة العربية
التي تسيطر عليها الرّوح الذكوريّة المتسلطة.
 وكم هو ساذج ذلك الرجل الذي يعتقد أنّ كلامه
الفاحش للمرأة سيجعلها تنجذب إليه، وليس بالأمر
 الصّعب أن نتجوّل في أيّ من الشوارع العربية
كي نرى مشهداً يطارد فيه رجلا ما امرأة ويعاكسها
 بكلام بذيء يعتقد أنه سيصل من خلاله إلى قلبها،
 ففي حقيقة الأمر لن يدخل قلب المرأة إلا ذلك الذي
 احترم كينونتها كأنثى، وإذا ما امتلك رجلٌ ذكيّ،
عارفٌ بخفايا الأنوثة وأسرارها، بل ومتصالحٌ أصلا
 مع الأنثى التي تقبع داخله غير رافضٍ لها ولا يشعر
بالدّونيّة كون عنصر الأنوثة يدخل في تكوينه الطبيعي،
 هذا الرجل سيحظى بحبّ المرأة وستقدم له
جسدها وروحها كهبة خالصة.
إنّ الكثيرات من النساء اللواتي لم يتزوجن
يشعرن بنقصٍ في أنوثتهن، ولكن يكفي أن تفكّر
 المرأة بعمق أنوثتها حتى تدرك أنّ الأنوثة لا علاقة
لها بالزواج، فإذا لم تصادف المرأة في حياتها
رجلا تستطيع الزواج منه هذا لا يعني مطلقاً أنها
 ناقصة الأنوثة، إذ أنّ الزواج برمّته ما هو إلا عقدٌ
 أعدّه الإنسان كي ينظّم من خلاله الجنس، فليس
في الطبيعة شيء اسمه زواج.
وقد تشعر المرأة التي لم تنجب أطفالا أنها أقلّ أنوثة
 من تلك التي أنجبَتْ، ولكن لا بدّ من الدّراية أنّ الأنوثة
 لا شأن لها بالأمومة التي عمل الناس على تقديسها، فالأنوثة هي ذلك الشعور الحي الذي لا يقبل أن يُحنّط، هو شعورٌ خصبٌ مليء بالحيويّة والتجدّد، فالأنوثة ليست مجرّد وظيفة هدفها الإنجاب، هي ذات، عمق، صيرورة طبيعية تأبى التّحديد.
وإذا ما عانتْ امرأة ما من إعاقة في جسدها فهذا لا ينفي عنها الأنوثة على الإطلاق، ذلك أنّ جسد المرأة ما هو إلا حاملٌ للأنوثة وليس الأنوثة بحدّ ذاتها، والمرأة جميلة في كلّ حالاتها إنْ كانت بيضاء أم شقراء أم سمراء، نحيفة أم سمينة، طويلة أم قصيرة، إذ يكفي حضورها الأنثوي في هذا العالم كي يغدو أجمل وألطف، فليس الجميلات فقط هنّ نجمات السّينما أو عارضات الأزياء أو المغنّيات....
قد تفقد المرأة ابنها ولا تنكسر، قد تضيّع كلّ أملاكها ولا تنكسر، قد تخسر وظيفة أو فرصة في الدراسة، لكنّ كلّ ذلك لا يعادل بالنسبة إليها خسارة أنوثتها، أو بالأحرى تحطيم أنوثتها أو كسرها أو حتى مجرّد خدْشِها، فآثار الكسر ستبقى موجودة مهما حاولت المرأة ترميم الكسر الذي تعرّضتْ له، لذلك فالمرأة قد تغفر أيّ شيء لمَنْ أذاها لكنّها لن تغفر له فيما إذا كان دمّر أو همّش أو حتى إذا كان مجرّد سببٍ غير مباشر في كسر أنوثتها، فحتى لو تعاملتْ معه بلطافة ظاهريّة إلا أنّ شريط ذاكرتها سينبّهها دائماً بتاريخ أذيّة أنوثتها، هكذا من السّذاجة بمكان الاعتقاد بأنّ كلماتٍ من قبيل( أنتِ قبيحة، لستِ بمُغرية، أنتِ مُسترجلة وليس لديك أنوثة) إلى آخره من التعذيب السّمعي، من السّذاجة الاعتقاد بأنّ هذا الكلام سيكون عابراً وسيمرّ مرور الكرام، لأن هذا ببساطة شديدة تعنيفٌ للأنوثة لا يقلّ قسوة عن التّعذيب الجسدي للمرأة.
وإذا ما قمنا في هذا الصّدد بعملية سبْر للطريقة التي يربّي من خلالها الأهل بناتهم في مجتمعاتنا العربية، سندرك مدى الجهل في التعامل مع الأنوثة وتهميشها، بل والحرص على تغييبها لصالح تحضير الفتاة لأن تكون أمّاً في المستقبل، إذ أنّ الأم رُبطتْ بالاحترام والتّبجيل أما الأنثى فرُبطتْ بالخلاعة والفسق، أهمِلتْ سقاية الأنوثة من خلال التربية فأضْحَتْ يابسة في الوقت الذي نحن بأمسّ الحاجة لأن تكون الأنوثة مياهاً تروي جفاف حياتنا.
فلتعلمي أيتها الأنثى الضّالة أنكِ جميلةٌ في كلّ حالاتكِ، ففي الطفولة أنتِ الشّقاوة المؤسِّسة لكلّ النّضج اللاحق، وفي المراهقة يتمحور حولكِ العالم، وفي الشباب أنتِ الباعثة لكلّ حركة فمن دونك لا شيء في هذا العالم إلا السّكون والتجانس الكئيب، وفي الشّيخوخة أنتِ الأمل المبرّر لاستمرار الحياة وجريانها الذي لا ينضب بحضورِكِ....


الأم.. بين الأمس واليوم

الأم.. بين الأمس واليوم

مشاعر أم أطرحها للمناقشة ولأني كأب أعاني
ما تعانيه الأم وحريص على أبنائي 
 المطلوب ما مصير الوالدين في ظل العصر الجديد ؟
تستحضرني كلمات أمي عندما كنا نتذمر
من تدخلها في شؤوننا. بل في حقيقة الأمر
كان حرصا وخوفا علينا وليس تدخلا كما كنا
نفهم في حينه. فكانت تقول:
 (لن تعرفوا معنى الأمومة وعاطفتها حتى تصبحن أمهات).
اليوم وبعد أن جربت هذه العاطفة الجميلة م
ع ولديّ أحسست تماما ما كانت تعنيه والدتي,
 ولكن ثمة تغيرات جذرية طرأ على جيل الأمس واليوم .
فيما يخص طاعة الوالدين تقول لي والدتي
بالأمس البعيد كان الأبناء يطيعون والديهم
طاعة عمياء والوالدان كانا يقرران الأمور
 بدلا عن أولادهم . كانت هذه الطاعة ثمرة
التربية المحافظة والالتزام الديني وطاعة الله,
 فرضا الله من رضا الوالدين.
وحتى في ذاك الزمان كان للآم خصوصيتها
أكثر من الأب باعتبارها منبعا للحنان الفطري
 الغريزي لأنها كانت تمنح أبناءها حبا وعطاء
وتضحيات بلا حدود وتجسد خير مثال في نكران
الذات فداء لأولادها كي يكونوا الأفضل دوما.
وان توقفنا على بعض إحداثيات تلك المرحلة,
صحيح أن عطاء الوالدين وخاصة الأم كان
بلا مقابل وحدود ولكنهم زرعوا نفس تلك الصورة
النمطية من الانصياع المطلق في أذهان أبنائهم
وبالتالي غياب الشخصية لدى الأبناء لأنهم كانوا
يعتبرون من ملكية العائلة ولا يحق لأحد كسر هذه
 القاعدة وكانت هذه بعض الإفرازات السلبية لهوية أبناء الأمس.
اليوم ومع التطور الفكري ونداءات التحرر أصبح
لهذه العلاقة مجالا أوسع من الحرية. فالأبوين
أصبحا مؤمنين بمصلحة الأولاد وبدؤوا يحملونهم
مسؤولية أنفسهم منذ سن مبكرة ولم يعد الارتباط
 بالعائلة مكانيا يلزم الأولاد وهم بدورهم أصبحوا
 يطالبون باستقلالية أكثر وحرية في الرأي
والحركة لتنفيذ طموحاتهم.
ومع ذلك بقيت فينا نحن الشرقيين هذه العاطفة
الجياشة تجاه الأم بالذات.
نحن واقصد بها جيل الستينات والسبعينات
الذي تربى على رائعة فايزة أحمد (ست الحبايب)
 ورائعة مارسيل (احن إلى خبز أمي وقهوة أمي).
 ورغم تأثرنا بمفاهيم العصر بقينا أسرى هذا
الانتماء وهذه العاطفة الداخلية في ذواتنا .
وكم من الحالات التي أقصينا فيها رغباتنا
وحرياتنا في سبيل رضاء هذه الأم .
اليوم مع جيل أولادي ثمة متغيرات
لامست الشكل والمضمون عندنا ولكن
ذلك لم يعد يشكل حاجزا بين الأم وأبنائها
كما كانت عقد التملك في السابق بين الأمهات
 وأبنائهن والكثيرات منهنّ ما كنّ يسمحن
 لأبنائهن بالاستقلالية حتى في الزواج
 والسكن المنفرد. ولم تكن الأم تفكر
 بأن هذا الحنان وهذه العاطفة مضرة أكثر
من كونها ايجابية. بينما في وقتنا لم تعد الأم
تقف في طريق طموحات الأبناء مهما كلفها ذلك
 عاطفيا وأصبحت تؤمن بأنهم شيء مستقل
عنها وليسوا جزءا تابع لها أبدا. وبالمقابل
أصبح الأولاد أكثر تحررا وجرأة في كسر هذا
الارتباط وأصبحوا أكثر استقلالية من سطوة
هذا الارتباط الروحي على الأقل .وأصبحت
العلاقة بين الأم والأولاد تأخذ منحى أكثر عقلانية
 من كونها عاطفية.
واقف مع نفسي لحظات وأتساءل يا ترى هل
سيشعر أولادي بذاك الحنين الذي كنت اشعر به
 إلى (خبز أمي وقهوة أمي) ليكون لي دعما
 يعينني على تحمل البعاد عنهم؟ أم أنهم
سيتيهون في صخب الحياة المدنية الجديدة كما
 حصل في الغرب وربما لن يسعفهم الوقت ليتذكروني
 إلا في المناسبات الضرورية؟
عندها أعود وأتذكر قول أمي
(لن تعرفوا معنى الأمومة وعاطفتها حتى تصبحن أمهات )






الثلاثاء، 23 مارس 2010

تاريخ مدينة حلب بين العصور

تاريخ مدينة حلب بين العصور

إن مدينة حلب والمنطقة المحيطة
 بها قديمة قدم التاريخ نفسه .
 فقد حافظت على ديمومة
الحياة فيها منذ أقدم العصور
بحيوية وتمد . وبهذا كانت
مدينة الماضي والحاضر
والمستقبل . تقع هذه المدينة في أقصى
 الشمال الغربي من الهضبة الواقعة في سوريا
الشمالية على خط طول /68,5/ ./38 درجة/ شرقاَ
 وخط عرض /12-40/ شمالاَ وترتفع
عن سطح البحر بحوالي /390/ متر .
 إن تضاريس المنطقة التي تحيط بحلب
والتي تتخللها الأنهار والمنخفضات
 الخصبة والسهول المتسعة يسرت نشوء
المدينة إلى جانب الموقع الإستراتيجي
الهام الذي يعد حلقة اتصال بين الغرب
والشرق والشمال والجنوب . والذي
جعلها نقطة متوسطة بين أقدم وأقوى
 الإمبراطوريات . كل هذا جعلها مستمرة
حية حتى عصرنا الحاضر.هذه المدينة
استوطنتها جماعات بشرية منذ فجر التاريخ ,
إذ تقدم لنا آثار/ تل المريبط / نموذج اَلمستوطنة
 زراعية تعود للألف التاسع قبل الميلاد ومن
 المؤكد أن المغاور في حلب شهدت بدايات
العصور الحجرية ومما لاشك فيه أن هذه المغاور
 كانت مسكونة بدليل الغرف المنقورة فيها
والمصاطب والدروب والملاوي وكلها تحت الأرض.
التسمية:
دلت المكتشفات الأثرية التي تمت في ماري
 و إيبلا و أور التي تعود إلى القرن الخامس
والعشرين قبل الميلاد ,
على ورود اسم حلب في الرقم المسمارية .
 حيث تشير إلى أن الملك زمريليم ملك ماري
 زار حلب و أهدى تمثاله البرونزي إلى حدد
 إله حلب و كتب عليه
(( زمريليم منحتمثاله البرونزي إلى حدد معبود حلب )) .
و في حملة صارغون الأكادي التي تعود إلى
منتصف الألف الثالثة ق. م تم ذكر حلب باسم
 ( يارموتي ) لأنه اقترن باسم إيبلا إلى جنوب
حلب / ب55 كم/ .
فإنه من المعتقد أن ( يارموتي ) هي حلب القديمة .
 وفي نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد ورد
 اسم حلب باسم / أورمان / عندما زحف
 إليها / نارام/ وأسر ملكها
ريد تمدو ملك أورمان \حلب\ أما
الآثار السومرية فنذكرها باسم
حلب وحلاب .
أما الآثار الآشورية حلمان وحلون ولكن الآثار
الآرامية فتم ذكرها باسم حلب وأيضاَ تم ذكرها
 باسم حلبو وخالبو وحلب من خلال الآثار
 الفرعونية . أما في اليونانية
/العهد السلوقي/ فقد وردت باسم/ بيروا / . أما الصابنة فسمتها باسم مابوغ وأحياناَ مدينة الأحبار .
ولكن من أين جاء لفظ حلب فيعتقد أن اسم المدينة /أشق/ من كلمة حلب السامية والبعض يعتقد أن اسم حلب جاء من أن إبراهيم عليهالسلام في رحلته من حران إلى
سوريا توقف في حلب وكانت له بقرة شهباء ,فحلبها هناك فدعيت بعدها البقعة باسم حلب الشهباء . ولكن خير الدين الأسدي مؤرخ حلب في تفسيره
لمعنى كلمة حلب إن حلب تتألف من قطعتين
(حل – لب ) معنى الأول المكان و الثاني الشجاعة والقوة . و هنا يمكن القول إن معنى حلب هو مكان الشجاعة أو
مكان التجمع للحرب .
و مهما ورد من أسماء لحلب فإن لفظة
حلب آرامية و إن كافة الممالك التي
عاصرتها في العصور التاريخية سمتها
حلبو أو حلب . أما لفظة الشهباء فقد
جاءت من الشهب و هو بياض يتخلله
السواد و قيل سميت بها لبياض تربتها
 و حجارتها. ففي العصر البيزنطي ظل
اسم حلب مستعملاَ خالوبو ) حتى استعاد العرب المدينة فاستعادوا اسمها السامي القديم الذي يتلاءم مع فهم العرب و لغتهم , فظلت حلب تحافظ على اسمهاو هويتها إلى يومنا هذا .
بناء المدينة :
تشير معظم الوثائق العربية و الدراسات و المصادر التاريخية إلى أن بناء حلب تم على يد بلكوش الوصلي أحد ملوك آشور حوالي سنة /3989/ ق.م حيث أمر (( حلب بن مهر)) من العمالقة ببنائها , و لذلك سميت هذه المدينة باسم بانيها
و يعود السبب في بناءها لحاجة العمالقة لبلد أمين يلجئون إليه فبنوا حلب و جعلوا منها حصناَ منيعا َيحميهم من خلفاء النبي موسى عليه السلام , فبقوا فيها إلى أن طردهم النبي داوودعليه السلام منها .
و يؤكد هذا الرأي ياقوت الحموي بقوله
(( إنه كان لأحد قواد العمالقة ولدان اسم
 الأول حلب و الثاني حمص , فسارا
و بنى كل واحد منهما المدينة المعروفة )) .
العصور التي مرت بها حلب :
أولاَ : العصور الحجرية :
يمكننا إعطاء صورة بسيطة عن هذه العصور
 من خلال المكتشفات الأثرية التي تمت في تل
المريبط الواقع في وادي الفرات القريب من حلب ,
 و الذي لعبدورا َمهماَ في تاريخ قرى الصيادين التي سبقت القرى الزراعية و مهدت لظهورها حيث عُد
أقدم قرية عرفت في سورية و التي ترجع إلى العصر النطوفي .
إذ سكنها الإنسان منذ أحد عشر ألف عام . و من خلال المسح الأثري الذي قامت به البعثة الإنكليزية في مثلث
الباب – حلب – إعزاز أمكن التعرف
على سبعة مواقع تعود إلى العصور
الحجرية الحديثة من خلال القطع الفخارية
التي تم العثور عليها . ناهيك عند تلك المغاور
 الموجودة في حي المغاير في حلب قبر
محلة الكلاسة كانت مسكونة إبان العصور
 الحجرية من خلال الغرف المنقورة فيها
 و المصاطب و الدروب التي تقع تحت الأرض .
 و لا ننسى تل مرديخ ( إيبلا ) الذي يقع في ا
لجنوب من حلب ببعد /55/ كم . عثر فيه على بقايا تعود إلى ما بين (3500- 2900) ق. م
و في المنطقة المنخفضة من التل عثر على بقايا للإنسان و تعد أقدم آثار للإنسان و هي عبارة عن كسر فخارية .
وهذا دليل واضح على قدم حلب و منطقتها الموغلة في القدم .
ثانياَ: العصور التاريخية :
ذكرت النصوص التاريخية ,أنه منذ الألف الثالثة قبل الميلاد كان ملوك العراق يحرصون للسيطرة على حلب لتأمين طرق التجارة بين بلادهم وموانئ البحر المتوسط وشمال سوريا لما تحله هذه المدينة من موقع حيوي لبلاد الرافدين ولأهمية موقعها التجاري تمتاز به .
1- فمنذ مطلع القرن :
السابع والعشرين قبل الميلاد ملك أورك / لو قال زجيزي / شن حملة على طول الفرات حتى وصل البحر فاستولى على ماريومن المحتمل أنه استولى على حلب في طريقه .
2- فيمنتصف الألف الثالثة :
قبل الميلاد عمد قيام الإمبراطورية الأكادية
 قام ملكها/ سارغون الأكادي / بحملة
 إلى الغرب من بلاده فأخضع/ ماري
و يارموتي / , /حلب/ وإيبلا والأمانوس
 وجبال الأرز , وذلك ليظهر فوتهالتي لا تقهر ,
 في عهد / ريموش بن سارغون / ما بين
 /2530 و 2515 / قبل الميلا استولى على
 حلب وأسر ملكها / لو قال أوشو مكال /
الذي كان كاهن وملك حلب , وفي تلكالأيام
 كانت حلب مدينة مزدهرة وقوية , ولكن في عهد / نارام سين / مابين / 2507/ 2453/ قبل الميلاد ,
شهدت حلب أول خراب لها , وتم أسر ملكها / ريد تمدو / وأكرهعلى تدوير دولاب الماء وفي تلك الفترة كانت أورمان /حلب/
مركزاَ دينياَ , للرب حدد الحلبي رب الصاعقة والمطران والربة / عشتا ر/ الحلبية التي كان لها مكانة هامة , فقد سميت بابنة الرب / سن / وسيدة القتال .
3- في نهاية الألف الثالثة :
قبل الميلاد مابين / 2047- 2039 / قبل الميلاد العيلاميين على يد ملكهم / ورد سين العيلامي / الذي خاطب ود الربة عشتار طلباَ للتبرك والرضا فبنى معبداَ ورمم آخراَ إكراماَ لها .
4- ما أن انتهى الألف الثالث :
وحل الألف الثاني قبل الميلاد حتى
 أصبحت سوريا الشمالية أمورية
بما فيها حلب والممالك الأخرى.
وهكذا كانت حلب مركز لمملكة
/ يمحاض الأمورية / التي عاشت
عصرها في عهد ملكها/ ياريم ليم /
 وهذا ما ذكرته الرقم المسمارية التي
عثر عليها في ماري , وعندما بدأ التوسع الحتي استطاعت جيوش حلب بقيادة ملكها الأموري / أركابتم/ أن تلحق الأذى بالحتيين وتلاحق ملكهم / صانويل / إلى قلب الأناضول .
5- ولكن في عام / 1560/ ق.م:
استطاع الملك الحثي مورسيلالأول احتلال حلب فدمر أحياءها و نهب أموالها و سبى أهلها . فبقيت تابعة للحثيينحتى القرن الخامس عشر ق.م حيث استخلصها التيتانيون من الحثيين فنهضت في عهدهم
ولكن في سنة / 1473 ق.م / تم احتلالها من قبل الجيوش المصرية / تحوتس/ الثالثولكن لم تلبث أن انسحبت منها لتعود من جديد للميتانيين ولكن عندما قويت شوكة الحثيين تعرضت حلب لتهديدهم فقضوا على الميتانيين فتبعت حلب مرة ثانية للحثيين فاستعادت قوتها حتى أن جيشها بقيادة نلكها / تلمي شرو / فإن له الدور الكبير فيانتصار الجيش الحثي بقيادة / صانويل / الثالث على فرعون مصر / رعمسيس / الثاني فيمعركة/ قاد ش / وعلى الرغم من ادعاء المصريين بأنهم انتصروا في هذه المعركة .
‏07‏/12‏/2002
في مطلع القرن العاشر / الألف الأول /:
بدأت الإمبراطورية الحثية تتفكك فبقيت
حلب مملكة صغيرة فأخذت تكتسب
 الطابع الآرامي محتفظة بأهميتها
الدينية والثقافية كونها معبد للرب
/ حدد الحلبي / .
في عام / 853 ق.م / :
استسلمت حلب للملك الآشوري / شلمنصر/ ,
 حيث تجد أهل حلب قد رحبوا به وسلموا له مدينتهم ,
وبذلك تفادت حلب السلب والدمار , فقد كافأ الملك الآشوري/ حدد الحلبي / . ولكن عند انهيار الإمبراطورية الآشورية على يد الكلدانيين / البابليين الجدد / عام / 612 ق.م / وسيطرتهم على مملكاتها في سوريا جانبها مملكة حلب .
في عام / 539 ق.م / :
احتل الفرس الأخمينيون بابل فورثوا الممتلكات البابلية في سوريا فأصبحت حلب بموجب ذلك مقاطعة فارسية يحكمها حاكم فارسي فبقيت على هذه الحالة حتى مجيء الاسكندر المقدوني وانتصاره على الفرس في معركة / إيسيوس / / 333 / ق.م .
فآلت سوريا بما فيها حلب إلى الحكم المقدوني , وبعد موت الاسكندر المقدوني استلم الحكم في سوريا / سلوتس / الذي اهتم بحلب ومنطقتها لقربها من عاصمته / أنطا كية / , فاستوطن فيها الكثير من اليونان فبدلوا اسمها إلى / بيرية / .فأصبحت حلب في العهد السلوقي عقدة مواصلات ومركز للتجارة ولكن الفتن والمؤامرات التي أحيكت بين البطالة في مصر والسلوقيين
في سوريا سببت وهناَ في الحكم الذي انهار تحتضر بات الفاتح الروماني / بومبة / عام /64/ ق.م,
الذي احتل حلب والمدن السورية الباقية / الأخرى /.
العصور الميلادية :
1- بعد دخول سوريا للحكم الروماني :
فأصبحت سوريا الشمالية تعرف باسم
سوريا العليا فقد تعرضت سوريا لجشع
الحكام الرومان حيث نهبت أحياء حلب
ومعابدها لكن حافظت على اسمها اليوناني
/ بيروا/ ,وعند انقسام الإمبراطورية الرومانية
 إلى شرقية وغربية آلت حلب إلى
 الإمبراطورية البيزنطية
عام / 330 م / ومع انتشار الدين المسيحي فيسوريا تأخر دخول المسيحية إلى حلب حتى عام / 314م/ وما بين / 313-324م / ,
بنت الملكة / هيلانة / , أم الملك قسطنطين الكبير كنيسة عظمى للنصارى في حلب فأخذت حلب تلعب دوراَ بارزاَ في هذه الديانة بعدما أصبحت مركزاَ فكرياَ ودينياَ كبير , فصارتأبرشية كبيرة واحتل أبناؤها مناصب دينية عالية .
ولكن في عام / 450 م /هاجم الفرس بقيادة ملكهم / كسرى / الأول أنوشروان مدينة حلب فهدموها وحرقوها . ولكن فيعام 630 م وفد إلى حلب وفد فارسي إلى هرقل الذي كان مقيماَ في حلب آنذاك , وعقد معهم معاهدة سلم دائم , إلا أن هذا السلم لم يدم طويلاَ حيث هدد الإمبراطور يتينمعاَ .
قادم جديد آت من الصحراء تجري في عروقه دماء حية وعقيدة جد ية فقضى على الإمبراطورية الفارسية ومما أتى بالحكم البيزنطي في سورية . آلا وهو الجيوش الإسلامية .
الفتح الإسلامي :
على إثر هزيمة هرقل في معركة اليرموك عام 636 م امتد الفتح الإسلامي إلى حلب , فقام أبو عبيدة بن مخرج بهدم أسوار المدينة وإعادة بناءها
في الفترة الأموية:
تقدم النحو العمراني في المدينة وخاصة في
منطقة الحاجز فبنى فيها
الخليفة سليمان بن عبد الملك قصره
وبنى الجامع الكبير
وخانات وأسواق جديدة إضافة إلى المساجد العديدة .
في الفترة العباسية:
لقيت حلب إهمال ونقص لآثار الأمويين فنقلوا من مسجد حلب الكبير الكثير من الرخام والزخارف حتى المنبر إلى جامع / الأنبار / في العراق , لكنها بقيت واحدة من المراكز الدفاعية المتقدمة مع طول جبهة عريضة مع البيزنطيين ناهيك عن ذلك . ازدهرت فيها الترجمة لكتب الفلسفة والصبا والتاريخ , فبقيت المدينة ما بين مد وجزر من الرخاء والحروب حتى أسس الحمدانيون إمارتهم عام 944 م حيث امتد نفوذها ليشمل سوريا الشمالية وإنطاكية , فأصبحت حصناَ عسكرياَ بسبب الحرب المستمرة .
في عام 962 م:
استولى الحاكم الروماني / نقفور / على حلب وقتل 12 ألف مسام وسبى الكثير من الصبية ودمر أحياءها وأحرقها وتركها ركاماَ من الأنقاض
في عام 967م:
بعد موت سيف الدولة تلقت المدينة ضربة ثانية من / نقفور / , فكانت القاضية بالنسبة لسيف الدولة الحمدانية .
في عام 1015 م:
استولى الفاطميين على المدينة ثم تبعهم بني مرداس عام 1024 م حيث أسس صالح بن مرداس زعيم بني كلاب سلالة في حلب استمرت 50 عاماَ .
في عام 1094م:
أسس / تتش بن ألب أرسلان /
 دولة السلاجقة في سورية واتخذ
 حلب قاعدة له فاستمرت حلب في
أيديهم حتى استولى عليها
/ عماد الدين الزنكي / عام 1128 م
ولكن في عام 1124 م تعرضت حلب
لهجوم الصليبيين وانتهكوا حرمات القبور ومثلوا بالموتى ونبشوا / مشهد الدكة / , فعندما آلت حلب إلى آل الزنكي انطلقت بوادرالتوجيه بزعامة عماد الدين / 1128-1146 م / أمير حلب والموصل لتقف في وجه الصليبيين فاستمر هذا الأمر حتى تم إيقاف هجمات الصليبيين وطردهم في النهاية .
وبعد انتهاء الفترة النورية ضمت حلب إلى الحكم الأيوبي على يد صلاح الدين الأيوبي فأسس الملكغازي بن صلا ح الدين مملكة قوية شهدت خلالها مدينة حلب تظاهرة علمية فريدة فبنوا / البيمارستانات / والمدارس , فمعظم المباني الأثرية في حلب تعود للفترة النورية الأيوبية .
في عام 1260 م :
تعرضت حلب للهجوم على يد المغول وقائدهم / هولا لو / و / كتبغا / فاحتلت المدينة بعد حصار دام عدة أيام , ولكن المغول لم يبقوا طويلاَ حتى تم طردهم على إثر معركة / عين جالوت / عام 1212 م , ولكن غارات المغول لم تنتهي , فقد تعرضت حلب لهجومهم في الأعوام التالية / 1300 -1301-1302-1304 م / .
في عام 1400م:
تعرضت المدينة للهجوم على يد / تيمورلنك / فهدم السور وأجزاء كبيرة من الأحياء فنهبها وأخذ معه إلى / سمرقند / ما فيها من أيدي ماهرة وصناع ,بعد إباحتها لجنده ثلاثة أيام . وبعد طردهم من حلب آلت للحكم / المملوكي/ ..
في عام 1516 م:
تعرضت المدينة للاحتلال العثماني على إثر معركة / مرج دابق / بعد طرد المماليك وقتل قائدهم / قانصو الغوري / , فآلت حلب للعثمانيين
فأصبحت ولاية تابعة للحكم المركزي في الأستانة ومنذ ذلك التاريخ لم تتعرض حلب للغزو الخارجي طيلة أربع قرون إلا أنها تعرضت للكوارث الطبيعية / الزلازل / وخاصة في عام 1822 م حيث ترك بصماته على مبانيها وأسواقها بالرغم من ذلك ازدهرت حلب خلال الفترة العثمانية , خاصة من الناحية التجارية فاستقر فيها ممثلوا الوكالات التجارية الدولية كخان البنادق وخان الحبال من فرنسا وخان سوق النحاسين من بلجيكا فتحول الخان إلى حارة أوروبية مغلقة تحوي التجار والمبشرين وموظفي القنصلية .
فمن أوائل المدن العثمانية التي وصلتها وسائل الحضارة الحديثة كتنوير الشوارع وتنظيم البرق والبريد , كانت مدينة حلب .
بعد سقوط السلطان عيد الحميد عام 1909 م على يد جماعة الاتحاد والترقي تصاعدت جبهة المعارضة على الوجود العثماني في الأراضي العربية بعد سياسة التتريك التي انتهجتها وتنامي الوعي القومي لدى العرب , ومع بداية الحرب العالمية الأولى 1914 م
كانت البلاد مهيأة لاستقبال الجيش العربي الزاحف من مكة بقيادة الشريف حسين وابنه فيصل , الذي أنهى الوجود العثماني .
وأقام حكومة عربية في سورية تحت حكم الملك فيصل , ولكن الشعب لم ينعم بالاستقلال حتى أتى الاحتلال الفرنسي وقاومه السوريون
بشكل عام وأهالي حلب بشكل خاص بقيادة إبراهيم هنانو وهذه المقاومة أعطت حلب أهمية خاصة فيما بعد حيث أصبحت بعد الاستقلال عام 1946 م المدينة الثانية في سورية من حيث الأهمية ويظهر ذلك واضحاَ من خلال توسعها العمراني والتجاري الكبير