‪Google+‬‏

الحب والتسامح



العالم صار قرية واحدة وبالتاوصل بين الشعوب يجب أن يسود الحب والتسامح

بين جميع الأديان لا جشع لا كراهية ولا أنانية ونداء من القلب ليكون ذلك بيننا



ولكن النظام الأسدي لم يفهم ذلك يقتل الشعب كل يوم بدون رحمة إلى الله المشتكى



السبت، 27 مارس 2010

الأم.. بين الأمس واليوم

الأم.. بين الأمس واليوم

مشاعر أم أطرحها للمناقشة ولأني كأب أعاني
ما تعانيه الأم وحريص على أبنائي 
 المطلوب ما مصير الوالدين في ظل العصر الجديد ؟
تستحضرني كلمات أمي عندما كنا نتذمر
من تدخلها في شؤوننا. بل في حقيقة الأمر
كان حرصا وخوفا علينا وليس تدخلا كما كنا
نفهم في حينه. فكانت تقول:
 (لن تعرفوا معنى الأمومة وعاطفتها حتى تصبحن أمهات).
اليوم وبعد أن جربت هذه العاطفة الجميلة م
ع ولديّ أحسست تماما ما كانت تعنيه والدتي,
 ولكن ثمة تغيرات جذرية طرأ على جيل الأمس واليوم .
فيما يخص طاعة الوالدين تقول لي والدتي
بالأمس البعيد كان الأبناء يطيعون والديهم
طاعة عمياء والوالدان كانا يقرران الأمور
 بدلا عن أولادهم . كانت هذه الطاعة ثمرة
التربية المحافظة والالتزام الديني وطاعة الله,
 فرضا الله من رضا الوالدين.
وحتى في ذاك الزمان كان للآم خصوصيتها
أكثر من الأب باعتبارها منبعا للحنان الفطري
 الغريزي لأنها كانت تمنح أبناءها حبا وعطاء
وتضحيات بلا حدود وتجسد خير مثال في نكران
الذات فداء لأولادها كي يكونوا الأفضل دوما.
وان توقفنا على بعض إحداثيات تلك المرحلة,
صحيح أن عطاء الوالدين وخاصة الأم كان
بلا مقابل وحدود ولكنهم زرعوا نفس تلك الصورة
النمطية من الانصياع المطلق في أذهان أبنائهم
وبالتالي غياب الشخصية لدى الأبناء لأنهم كانوا
يعتبرون من ملكية العائلة ولا يحق لأحد كسر هذه
 القاعدة وكانت هذه بعض الإفرازات السلبية لهوية أبناء الأمس.
اليوم ومع التطور الفكري ونداءات التحرر أصبح
لهذه العلاقة مجالا أوسع من الحرية. فالأبوين
أصبحا مؤمنين بمصلحة الأولاد وبدؤوا يحملونهم
مسؤولية أنفسهم منذ سن مبكرة ولم يعد الارتباط
 بالعائلة مكانيا يلزم الأولاد وهم بدورهم أصبحوا
 يطالبون باستقلالية أكثر وحرية في الرأي
والحركة لتنفيذ طموحاتهم.
ومع ذلك بقيت فينا نحن الشرقيين هذه العاطفة
الجياشة تجاه الأم بالذات.
نحن واقصد بها جيل الستينات والسبعينات
الذي تربى على رائعة فايزة أحمد (ست الحبايب)
 ورائعة مارسيل (احن إلى خبز أمي وقهوة أمي).
 ورغم تأثرنا بمفاهيم العصر بقينا أسرى هذا
الانتماء وهذه العاطفة الداخلية في ذواتنا .
وكم من الحالات التي أقصينا فيها رغباتنا
وحرياتنا في سبيل رضاء هذه الأم .
اليوم مع جيل أولادي ثمة متغيرات
لامست الشكل والمضمون عندنا ولكن
ذلك لم يعد يشكل حاجزا بين الأم وأبنائها
كما كانت عقد التملك في السابق بين الأمهات
 وأبنائهن والكثيرات منهنّ ما كنّ يسمحن
 لأبنائهن بالاستقلالية حتى في الزواج
 والسكن المنفرد. ولم تكن الأم تفكر
 بأن هذا الحنان وهذه العاطفة مضرة أكثر
من كونها ايجابية. بينما في وقتنا لم تعد الأم
تقف في طريق طموحات الأبناء مهما كلفها ذلك
 عاطفيا وأصبحت تؤمن بأنهم شيء مستقل
عنها وليسوا جزءا تابع لها أبدا. وبالمقابل
أصبح الأولاد أكثر تحررا وجرأة في كسر هذا
الارتباط وأصبحوا أكثر استقلالية من سطوة
هذا الارتباط الروحي على الأقل .وأصبحت
العلاقة بين الأم والأولاد تأخذ منحى أكثر عقلانية
 من كونها عاطفية.
واقف مع نفسي لحظات وأتساءل يا ترى هل
سيشعر أولادي بذاك الحنين الذي كنت اشعر به
 إلى (خبز أمي وقهوة أمي) ليكون لي دعما
 يعينني على تحمل البعاد عنهم؟ أم أنهم
سيتيهون في صخب الحياة المدنية الجديدة كما
 حصل في الغرب وربما لن يسعفهم الوقت ليتذكروني
 إلا في المناسبات الضرورية؟
عندها أعود وأتذكر قول أمي
(لن تعرفوا معنى الأمومة وعاطفتها حتى تصبحن أمهات )






هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يارب لا تحرم كل ام من ضناها..

بارك الله فيك على ما خطت يداك .. :)